كتاب الصيد والذبائح . 
1 - باب الصيد والذبائح  قال الله تعالى يسألونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم الطيبات وما علمتم من الجوارح مكلبين تعلمونهن مما علمكم الله فكلوا مما أمسكن عليكم   [المائدة : 4 ] . 
 3793  - وروينا عن  ابن عباس  أنه قال في قوله : من الجوارح   : من الكلاب المعلمة ، والبازي ، وكل طير يعلم للصيد . 
 3794  - وفي قوله : مكلبين  ،  قال : يقول : ضواري 
 3795  - وقال  قتادة   : يكالبون الصيد . 
 3796  - أخبرنا  أبو الحسين بن بشران  ، أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المصري  ، أخبرنا مالك بن يحيى أبو غسان ،  أخبرنا  يزيد بن هارون  ، أخبرنا  زكريا بن أبي زائدة  ،  وعاصم الأحول ،  عن  الشعبي  ، عن  عدي بن حاتم  ، قال : سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن صيد المعراض ، فقال : " ما أصاب بحده فكل ، وما أصاب بعرضه فهو وقيذ " . 
وسألته عن صيد الكلب فقال : " إذا أرسلت كلبك ، وذكرت اسم الله  [ ص: 37 ] فكل ما أمسك عليك ، وإن أكل منه فلا تأكل ، وإن وجدت معه كلبا غير كلبك فخشيت أن يكون قد أخذه معه وقد قتله فلا تأكل فإنه إنما ذكرت اسم الله على كلبك ولم تذكره على غيره " .  
 3797  - أخبرنا  أبو عمرو محمد بن عبد الله الأديب  ، أخبرنا  أبو بكر الإسماعيلي  ، أخبرني  الحسن بن سفيان  ، أخبرنا  حبان بن موسى ،  أخبرنا  عبد الله بن المبارك  ، أخبرنا عاصم  ، عن  الشعبي  ، عن  عدي بن حاتم  ، أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصيد ، قال : " إذا أرسلت كلبك فاذكر اسم الله ، فإن أدركته لم يقتل فاذبح واذكر اسم الله ، وإن أدركته قد قتل ولم يأكل فقد أمسكه عليك ، فإن وجدته قد أكل منه فلا تطعم منه شيئا فإنما أمسك على نفسه . فإن خالط كلبك كلابا فقتلن ولم يأكلن فلا تأكل منه فإنك لا تدري أيها قتل ، وإذا رميت بسهمك فاذكر اسم الله ، فإن أدركت فكل إلا أن تجده قد وقع في ماء فمات فإنك لا تدري : الماء قتله ، أم سهمك ، وإن وجدته بعد ليلة أو ليلتين لا ترى فيه أثرا غير أثر سهمك فشئت أن تأكل ، فكل " .  
 3798  - ورواه بيان عن  الشعبي  مختصرا غير أنه قال :  " إذا أرسلت كلابك المعلمة " .  
 3799  - وقاله أيضا  همام بن الحارث  ، عن عدي :   ( كلبك المعلم ) .  
 3800  - وفي رواية عن  همام  عن عدي :  قلت : يا رسول الله أنأكل منه ؟ قال : " إن أكل منه ، فلا تأكل فإنه بمعلم " .  
 [ ص: 38 ] 
 3801  - وفي رواية  داود بن أبي هند  ، عن  الشعبي  ، عن عدي  أنه قال : يا رسول الله ! إن أحدنا يرمي فيقتفي أثره اليوم واليومين ويجده ميتا وفيه سهمه أيأكل ؟ قال : " نعم إن شاء " .  
 3802  - وفي رواية  سعيد بن جبير  ، عن عدي  عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :  " إذا وجدت فيه سهمك وعلمت أنه قتله ولم تر فيه أثر سبع فكل " .  
 3803  - وفي رواية مجالد ،  عن  الشعبي  ، عن عدي ،  أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما علمت من كلب أو باز ثم أرسلته وذكرت اسم الله فكل مما أمسك عليك " قلت : وإن قتل ؟ قال : " إذا قتله ولم يأكل منه شيئا ، فإنما أمسك عليك " .  تفرد بذكره البازي وفيه مجالد ،  وليس بحافظ . 
 3804  - أخبرنا  أبو عبد الله الحافظ  في آخرين قالوا : أخبرنا  أبو العباس محمد بن يعقوب  ، أخبرنا  محمد بن عبد الله بن عبد الحكم  ، أخبرنا  ابن وهب  ، أخبرني  حيوة بن شريح  أنه سمع ربيعة بن يزيد الدمشقي ،  يقول : سمعت  أبا إدريس الخولاني ،  يحدث أنه سمع  أبا ثعلبة الخشني  يقول : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت : يا رسول الله ! إن  [ ص: 39 ] أرضنا أرض صيد ، أصيد بالكلب المكلب وبالكلب الذي ليس بمكلب ، فأخبرني : ماذا يحل لنا مما يحرم علينا من ذلك ، فقال : " أما ما صاد كلبك المكلب فكل مما أمسك عليك واذكر اسم الله ، وأما ما صاد كلبك الذي ليس بمكلب فأدركت ذكاته فكل منه ، وما لم تدرك ذكاته فلا تأكل منه " .  
 3805  - وأخبرنا  أبو عبد الله الحافظ  ، أخبرنا  أبو العباس محمد بن يعقوب  ، أخبرنا  أبو عتبة  ، أخبرنا بقية ،  حدثني الزبيدي ،  حدثني يونس بن سيف ،  حدثني أبو إدريس عائذ الله ،  عن  أبي ثعلبة الخشني  قال : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله ! إنا بأرض صيد فأرمي بقوسي ، فمنه ما أدرك ذكاته ومنه ما لا أدرك ذكاته ، وأرسل كلبي المكلب فمنه ما أدرك ذكاته ومنه ما لم أدرك ذكاته ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما ردت عليك قوسك وكلبك ويدك فكل ذكيا وغير ذكي " .  
 3806  - أخبرنا  أبو علي الروذباري  ، أخبرنا  أبو بكر بن داسة  ، أخبرنا  أبو داود  ، أخبرنا  يحيى بن معين  ، أخبرنا حماد بن خالد  ، عن  معاوية بن صالح  ، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير  ، عن أبيه ، عن  أبي ثعلبة ،  عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :  " إذا رميت الصيد فأدركته بعد ثلاث ليال وسهمك فيه فكل ما لم ينتن أو ما لم يتبين " . ،  ويشبه أن يكون قوله : ما لم يتبين على طريق الاستحباب . فقد روي أنه أكل إهالة سنخة ، وهي المتغيرة الريح . 
 [ ص: 40 ] 
 3807  - ورواه  عمرو بن شعيب  ، عن أبيه ، عن جده ، أن أعرابيا ، يقال له :  " أبو ثعلبة "  قال : يا رسول الله : أفتني في قوسي ؟ قال " كل ما ردت عليك قوسك " قال : " ذكي وغير ذكي " قال : وإن تغيب عني ؟ قال : " وإن تغيب عنك ما لم يصل أو تجد فيه أثرا غير سهمك " . 
وفي هذه الرواية قال : يا رسول الله ! إن لي كلابا مكلبة فأفتني في صيدها . 
فقال : " إذا كان لك كلاب مكلبة فكل مما أمسكن عليك " . قال : " وإن أكل منه قال وإن أكل منه .  
ورواه  بسر بن عبيد الله  ، عن  أبي إدريس الخولاني ،  عن  أبي ثعلبة  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في صيد الكلب :   " إذا أرسلت كلبك وذكرت اسم الله فكل ، وإن أكل منه فكل ما ردت عليك يدك . 
 3808  - أخبرنا  أبو علي الروذباري  ، أخبرنا  أبو بكر بن داسة  ، أخبرنا  أبو داود  ، أخبرنا  محمد بن عيسى  ، أخبرنا  هشيم  ، أخبرنا داود بن عمر  ، عن يسر بن عبيد الله  فذكره . 
وحديث  عدي بن حاتم  في النهي عن أكله إذا أكل منه أصح من هذا ، وقاله  عبد الله بن عباس   . 
 3809  - وروينا عن  سلمان الفارسي ،   وسعد بن أبي وقاص  ،  وعبد الله بن عمر  ،  وأبي هريرة  الرخصة في أكله وإن أكل منه . 
وروي عن  علي  ، رضي الله عنه . 
 3810  - قال  الشافعي   : إذا ثبت الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم لم يجز تركه لشيء . يريد حديث  عدي بن حاتم   . 
 [ ص: 41 ] 
 3811  - وذكر  الشافعي  حديث  عبد الله بن عباس  أنه قال له قائل : " إني أرمي فأصمي وأنمي " فقال له  ابن عباس   : " كل ما أصميت ودع ما أنميت " .  
 3812  - أخبرنا  أبو زكريا بن أبي إسحاق  ، أخبرنا  أبو العباس الأصم  ، أخبرنا ابن عبد الحكم  ، أخبرني  ابن وهب  ، أخبرني  عمرو بن الحارث  ، عن عبد الملك بن الحارث  ، حدثه أن  عمرو بن ميمون  حدثه عن أبيه ، أن أعرابيا أتى  ابن عباس  ، وميمون  عنده فقال : أصلحك الله إني أرمي فذكره . 
 3813  - قال  الشافعي   : ما أصميت ما قتله الكلاب وأنت تراه ، وما أنميت : ما غاب عنك مقتله قال  الشافعي   : 
 3814  - ولا يجوز فيه إلا هذا ؛ إلا أن يكون جاء فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء فإني أتوهمه ، فيسقط كل شيء خالف أمر النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا يقوم معه رأي ولا قياس ، فإن الله قطع العذر بقوله صلى الله عليه وسلم . 
قال الشيخ - رحمه الله - الحديث ما قدمت ذكره . 
 3815  - وقد روى حديثين أرسل أحدهما عامر  ، والآخر أبو رزين  قال في أحدهما :  " بات عنك ليلة ولا آمن أن تكون هامة أعانتك عليه لا حاجة لي فيه " .  
 3816  - وقال في الآخر :  " الليل خلق من خلق الله عظيم لعله أعانك عليه  [ ص: 42 ] شيء ، انبذها عنك " .  
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					