( فصل ) 
قال . المصنف [1] الرافضي : 
( . الفصل الأول . ( في نقل المذاهب في هذه المسألة . ) : 
ذهبت الإمامية   إلى أن الله [2] عدل حكيم لا يفعل قبيحا ، ولا يخل بواجب ، وأن أفعاله إنما تقع لغرض [ صحيح ] [3] ، وحكمة ، وأنه لا يفعل الظلم ، ولا العبث ، وأنه رءوف [4] بالعباد يفعل ما هو الأصلح لهم ، والأنفع ، وأنه تعالى كلفهم تخييرا [ لا إجبارا ] [5] ، ووعدهم الثواب ، وتوعدهم بالعقاب على لسان أنبيائه ، ورسله المعصومين بحيث لا يجوز عليهم [6] الخطأ ، [ ولا ] النسيان [7] ، ولا المعاصي ،  [ ص: 124 ] وإلا لم يبق وثوق بأقوالهم ، [ وأفعالهم ] [8] ، فتنتفي فائدة البعثة . 
ثم أردف الرسالة بعد موت الرسول بالإمامة ، فنصب أولياء معصومين [9] ليأمن الناس من غلطهم ، وسهوهم ، وخطئهم ، فينقادون إلى أوامرهم لئلا يخلي الله العالم من لطفه ، ورحمته . 
وأنه لما بعث الله محمدا   . [10]  - صلى الله عليه وسلم - [11] قام بنقل [12] الرسالة ، ونص على أن الخليفة بعده  علي بن أبي طالب   [ عليه السلام ] [13] ، ثم من بعده على ولده [14] الحسن الزكي  ، ( 8 ثم على ولده الحسين الشهيد   8 ) [15] ، ثم على  علي بن الحسين زين العابدين  ، ثم على محمد بن علي الباقر  ، ثم على  جعفر بن محمد الصادق  ، ثم على موسى بن جعفر الكاظم  ، ثم على علي بن موسى الرضا  ، ثم على محمد بن علي الجواد  ، ثم على علي بن محمد الهادي  ، ثم على الحسن بن علي العسكري  ، ثم على الخلف الحجة  [ ص: 125 ] محمد بن الحسن  [16]  [ عليهم الصلاة والسلام ] [17] ، وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - [18] لم يمت إلا عن ، وصية بالإمامة . ) . 
قال : ( وأهل السنة ذهبوا [19] إلى خلاف ذلك كله ، فلم يثبتوا العدل ، والحكمة في أفعاله تعالى  [20] ، وجوزوا عليه . [21]  [ فعل ] [22] القبيح ، والإخلال بالواجب ، وأنه تعالى [23] لا يفعل لغرض ، ( 9 بل كل أفعاله لا لغرض 9 ) [24] من الأغراض ، ولا لحكمة ألبتة ، وأنه يفعل الظلم ، والعبث ، وأنه لا يفعل ما هو الأصلح لعباده [25] ، بل ما هو الفساد [26] في الحقيقة ؛ لأن فعل [27] المعاصي ، وأنواع الكفر والظلم ، وجميع أنواع الفساد الواقعة في العالم مسندة [28] إليه - تعالى الله عن ذلك [29]  - وأن المطيع لا يستحق ثوابا ، والعاصي لا يستحق عقابا ،  [ ص: 126 ] بل قد يعذب المطيع طول عمره المبالغ في امتثال أوامره تعالى كالنبي - صلى الله عليه وسلم - ، ويثيب العاصي طول عمره بأنواع المعاصي ، وأبلغها كإبليس ، وفرعون   . 
وأن الأنبياء غير معصومين ، بل قد يقع منهم الخطأ ، والزلل ، والفسوق ، والكذب ، والسهو ، وغير ذلك . 
وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - [30] لم ينص على إمام [31] ، وأنه مات عن غير [32]  . وصية ، وأن الإمام بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -  أبو بكر بن أبي قحافة  بمبايعة [33]  عمر بن الخطاب  له [34] برضاء [35] أربعة :  أبي عبيدة [ بن الجراح ]  [36] ،  وسالم مولى أبي [37] حذيفة  ،  وأسيد بن حضير  [38] ، وبشير بن سعد [ بن عبادة   ] [39]  . 
ثم من بعده  عمر [ بن الخطاب   ] [40] بنص  أبي بكر  عليه ، ثم  [ ص: 127 ]  عثمان بن عفان  بنص  عمر  على ستة هو أحدهم ، فاختاره بعضهم ، ثم  علي بن أبي طالب  [41] لمبايعة [42] الخلق له . 
ثم اختلفوا ، فقال . بعضهم : إن الإمام بعده  الحسن  [43] ، وبعضهم قال : إنه  معاوية [ بن أبي سفيان ]  [44]  . 
ثم ساقوا الإمامة في بني أمية  إلى أن ظهر [45] السفاح  من بني العباس  ، فساقوا الإمامة إليه . 
ثم انتقلت الإمامة [46] منه إلى أخيه المنصور   . 
ثم ساقوا الإمامة في بني العباس  إلى  المستعصم   . ) [47]  . 
				
						
						
