ذكر وفاة   الحجاج بن يوسف   
قيل : إن   عمر بن عبد العزيز  ذكر عنده ظلم  الحجاج  وغيره من ولاة الأمصار أيام   الوليد بن عبد الملك  ، فقال :  الحجاج  بالعراق  ،  والوليد  بالشام  ،  وقرة  بمصر  ،  وعثمان  بالمدينة  ،  وخالد  بمكة  ، اللهم قد امتلأت الدنيا ظلما وجورا فأرح الناس ! فلم يمض غير قليل حتى توفي  الحجاج   وقرة بن شريك  في شهر واحد ، ثم تبعهما  الوليد  ، وعزل  عثمان  وخالد  ، واستجاب الله  لعمر    . 
 [ ص: 59 ] وما أشبه هذه القصة بقصة [   ابن ] عمر  مع   زياد بن أبيه  ، حيث كتب إلى  معاوية  يقول له : قد ضبطت العراق  بشمالي ويميني فارغة . يعرض بإمارة الحجاز    . فقال   ابن عمر  لما بلغه ذلك : اللهم أرحنا من يمين  زياد  ، وأرح أهل العراق  من شماله   . فكان أول خبر جاءه موت  زياد     . 
وكانت وفاة  الحجاج  في شوال سنة خمس وتسعين ، وقيل : كانت وفاته لخمس بقين من شهر رمضان ، وله من العمر أربع وخمسون سنة ، وقيل : ثلاث وخمسون سنة ، وكانت ولايته العراق  عشرين سنة ، ولما حضرته الوفاة استخلف على الصلاة ابنه  عبد الله بن الحجاج  ، واستخلف على حرب الكوفة  والبصرة   يزيد بن أبي كبشة  ، وعلى خراجهما   يزيد بن أبي مسلم  ، فأقرهما  الوليد  بعد موته ، ولم يغير أحدا من عمال  الحجاج     . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					