( 7843 ) فصل : قال  أحمد    : والضيافة على كل المسلمين ، كل من نزل عليه ضيف كان عليه أن يضيفه    . قيل إن ضاف الرجل ضيف كافر يضيفه ؟ قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم {   : ليلة الضيف حق واجب على كل مسلم   } . وهذا الحديث بين ، ولما أضاف المشرك دل على أن المسلم والمشرك يضاف ، وأنا أراه كذلك . والضيافة معناها معنى صدقة التطوع على المسلم والكافر . 
واليوم والليلة حق واجب . وقال  الشافعي    : ذلك مستحب ، وليس بواجب ; لأنه غير مضطر إلى طعامه ، فلم يجب عليه بذله ، كما لو لم يضفه . ولنا ما روى المقدام أبو كريمة  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {   : ليلة الضيف حق واجب ، فإن أصبح بفنائه فهو دين عليه ، إن شاء اقتضى ، وإن شاء ترك   } . حديث صحيح . 
وفي لفظ {   : أيما رجل ضاف قوما ، فأصبح الضيف محروما ، فإن نصره على كل مسلم حق ، يأخذ بحقه من زرعه وماله   } . رواه أبو داود    . والواجب يوم وليلة ، والكمال ثلاثة أيام ; لما روى أبو شريح الخزاعي  ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {   : الضيافة ثلاثة أيام ، وجائزته يوم وليلة ، ولا يحل لمسلم أن يقيم عند أخيه حتى يؤثمه . قالوا : يا رسول الله ، كيف يؤثمه ؟ قال : يقيم عنده وليس عنده ما يقريه   } . متفق عليه . 
قال  أحمد    : جائزته يوم وليلة " كأنه أوكد من سائر الثلاثة ، ولم يرد يوما وليلة سوى الثلاثة ; لأنه يصير أربعة أيام ، وقد قال : " وما زاد على الثلاثة ، فهو صدقة " . فإن امتنع من إضافته ، فللضيف بقدر ضيافته . قال  أحمد    : له أن يطالبهم بحقه الذي جعله له النبي صلى الله عليه وسلم ولا يأخذ شيئا إلا بعلم أهله . وعنه ، رواية أخرى ، أن له أن يأخذ ما يكفيه بغير إذنهم ; لما روى  عقبة بن عامر  ، قال : قلنا : يا رسول الله ، إنك تبعثنا ، فننزل بقوم لا يقروننا . قال {   : إذا نزلتم بقوم ، فأمروا لكم بما ينبغي للضيف ، فاقبلوا ، فإن لم يفعلوا ، فخذوا منهم حق الضيف الذي ينبغي لهم   } . متفق عليه . 
وقال  أحمد  ، في تفسير قول النبي صلى الله عليه وسلم {   : فله أن يعقبهم بمثل قراه   } . يعني أن يأخذ من أرضهم وزرعهم وضرعهم بقدر ما يكفيه ، بغير إذنهم . وعن  أحمد  ، رواية أخرى ، أن الضيافة على أهل القرى دون أهل الأمصار . 
قال  الأثرم    : سمعت  أبا عبد الله  يسأل عن الضيافة ، أي شيء تذهب فيها ؟ قال  [ ص: 343 ] هي مؤكدة ، وكأنها على أهل الطرق والقرى الذين يمر بهم الناس أوكد ، فأما مثلنا الآن ، فكأنه ليس مثل أولئك . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					