( وابن السبيل    ) هو شامل للذكر والأنثى ففيه تغليب ( منشئ سفر ) من بلد الزكاة وإن لم تكن وطنه  ،  وقدم اهتماما به لوقوع الخلاف القوي فيه إذ إطلاقه عليه مجاز لدليل هو عندنا القياس على الثاني بجامع احتياج كل لأهبة السفر ( أو مجتاز ) به  ،  سمي بذلك لملازمته السبيل  ،  وهي الطريق  ،  وأفرد في الآية دون غيره ; لأن السفر محل الوحدة والانفراد ( وشرطه ) من جهة الإعطاء لا التسمية ( الحاجة ) بأن لا يجد ما يقوم بحوائج سفره وإن كان له مال بغيره ولو دون مسافة القصر وإن وجد من يقرضه على المعتمد  ،  ويفرق بينه وبين ما مر من اشتراط مسافة القصر وعدم وجود مقرض بأن الضرورة في السفر والحاجة فيه أغلب ومن ثم لم يفرقوا فيه بين القادر على الكسب  ،  ولو بلا مشقة كما اقتضاه إطلاقهم وبين غيره لتحقق حاجته مع قدرته هنا دون ما مر  [ ص: 159 ]   ( وعدم المعصية ) سواء أكان السفر طاعة أم مكروها أم مباحا ولو سفر نزهة  ،  بخلاف سفر المعصية بأن عصى به لا فيه كسفر الهائم  ،  لأن إتعاب النفس والدابة بلا غرض صحيح حرام ; وذلك لأن القصد بإعطائه إعانته ولا يعان على المعصية  ،  فإن تاب أعطي لبقية سفره . 
     	
		
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					