( قوله : ويستحلف اليهودي بالله الذي أنزل التوراة على موسى  عليه السلام والنصراني بالله الذي أنزل الإنجيل على عيسى  عليه السلام والمجوسي بالله الذي خلق النار والوثني بالله تعالى    ) { لقوله عليه السلام لابن صوريا الأعور  أنشدك بالله الذي أنزل التوراة على موسى  أن حكم الزنا في كتابكم هذا   } ; ولأن اليهودي يعتقد نبوة  [ ص: 214 ] موسى  عليه السلام والنصراني نبوة عيسى  فيغلظ على كل واحد بذكر المنزل على نبيه ، وما ذكره من صورة تحليف المجوسي مذكور في الأصل ويروى عن  الإمام الأعظم  أنه لا يستحلف أحد إلا بالله تعالى خالصا ، وذكر الخصاف  أنه لا يستحلف غير اليهودي والنصراني إلا بالله ، وهو اختيار بعض المشايخ ; لأن ذكر النار مع اسمه تعالى تعظيم لها ، وما ينبغي أن تعظم بخلاف الكتابين ; لأن كتب الله تعالى معظمة ، والوثني لا يحلف إلا بالله تعالى ; لأن الكفرة بأسرهم يعتقدون الله تعالى قال الله تعالى { ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله    } . 
وظاهر ما في المحيط أن ما في الكتاب قول  محمد  ، وما ذكره الخصاف  قولهما فإن قلت إذا حلف الكافر بالله فقط ونكل عما ذكر هل يكفيه أم لا ؟ . قلت : لم أره صريحا وظاهر قولهم إنه يغلظ به أنه ليس بشرط ، وأنه من باب التغليظ فيكتفى بالله ، ولا يقضى عليه بالنكول عن الوصف المذكور ، وفي العناية ابن صوريا  بالقصر اسم أعجمي وأنشدك أي أحلفك بالله . ا هـ . 
وذكر ابن الكمال  أن الكفرة بأسرهم لا يعتقدون الله تعالى فإن الدهرية  منهم لا يعتقدونه ، ولا دلالة في قوله تعالى : { ولئن سألتهم    } الآية ، على ذلك بل ; لأن الوثني يعبد غير الله تعالى ويعتقد أن الله تعالى خالقه . ا هـ . 
واليهودي نسبة إلى هود  ، وهو اسم نبي عربي وسمي بالجمع وبالمضارع من هاد إذا رجع ويقال هم يهود ، وهو غير منصرف للعلمية ووزن الفعل وجاز تنوينه ، وقيل نسبة إلى يهود بن يعقوب  عليهما السلام وتمامه في المصباح ، وفيه رجل نصراني بفتح النون وامرأة نصرانية وربما قيل نصران ونصرانية ويقال هو نسبة إلى قرية اسمهما نصرة  قاله الواحدي    : ولهذا قيل في الواحد نصري على القياس والنصارى  جمعه مثل مهري ، ومهارى ثم أطلق النصراني على كل من تعبد بهذا الدين . ا هـ . 
وفيه المجوس  أمة من الناس ، وهي كلمة فارسية وتمجس دخل في دين المجوس  كما يقال تهود أو تنصر إذا دخل في دين اليهود  والنصارى    . ا هـ . 
وفيه الوثن الصنم سواء كان من خشب أو حجر أو غيره والجمع وثن مثل أسد وأسد ، وأوثان وينسب إليه من يتدين بعبادته على لفظه فيقال رجل وثني . ا هـ . 
( قوله ، ولا يحلفون في بيوت عبادتهم  ( اليهود  والنصارى  والمجوس    )     ) ; لأن القاضي لا يحضرها بل هو ممنوع عن ذلك كذا في الهداية ، ولو قال المسلم لا يحضرها لكان أولى لما في التتارخانية يكره للمسلم الدخول في البيعة والكنيسة  ، وإنما يكره من حيث إنه مجمع الشياطين لا من حيث إنه ليس له حق الدخول والظاهر أنها تحريمية ; لأنها المرادة عند إطلاقهم ، وقد أفتيت بتعزير مسلم لازم الكنيسة مع اليهود    . 
     	
		
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					