تنبيه : 
كره الإمام  أحمد   ومالك   - رحمه الله تعالى- أن يقال : زرنا قبر النبي- صلى الله عليه وسلم- .  
واختلف الأئمة في مراده بذلك ، فقال أبو عمران المالكي   : إنما كره ذلك؛ لأن الزيارة ، من شاء فعلها ومن شاء تركها ، وزيارة قبر النبي- صلى الله عليه وسلم-  واجبة . 
قال عبد الحق الصقلي   : يعني من السنن الواجبة . 
وقال ابن رشد   : ما كره  مالك  هذا إلا من وجه أن كلمة أعلى من كلمة ، فلما كانت الزيارة تستعمل في الموتى ، وقد وقع فيها من الكراهة ما وقع ، كره أن يذكر مثل ذلك في النبي- صلى الله عليه وسلم- . 
واختار القاضي أن كراهة  مالك  لذلك لإضافة الزيارة إلى القبر- وأنه لو قال : زرنا النبي- صلى الله عليه وسلم- لم يكره . 
لحديث « اللهم ، لا تجعل قبري وثنا يعبد ، اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد » 
فحمى إضافة هذا اللفظ إلى القبر قطعا للذريعة . 
قال السبكي   : ويشكل عليه حديث «من زار قبري [فقد أضاف الزيارة إلى القبر] إلا أن يكون هذا الحديث لم يبلغ  مالكا  أو لعله يقول : المحذور في قول غيره مع أن أبا عمر  شذ ، فنقل عن  مالك  أنه قال : وأكره ما يقول الناس : زرت النبي- صلى الله عليه وسلم- وأعظم ذلك أن يكون النبي- صلى الله عليه وسلم- يزار .  [ ص: 383 ] 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					