القول في تأويل قوله تعالى : ( وقالوا اتخذ الله ولدا سبحانه بل له ما في السماوات والأرض    ( 116 ) ) 
قال أبو جعفر   : يعني بقوله جل ثناؤه : ( وقالوا اتخذ الله ولدا   ) ، الذين منعوا مساجد الله أن يذكر فيها اسمه ، ( وقالوا ) : معطوف على قوله : ( وسعى في خرابها ) . 
وتأويل الآية : ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها ، وقالوا اتخذ الله ولدا ، وهم النصارى  الذين زعموا أن عيسى  ابن الله؟ فقال الله - جل ثناؤه - مكذبا قيلهم ما قالوا من ذلك ومنتفيا مما نحلوه وأضافوا إليه بكذبهم وفريتهم : ( سبحانه ) ، يعني بها : تنزيها وتبريئا من أن يكون له ولد ، وعلوا وارتفاعا عن ذلك ، وقد دللنا فيما مضى على معنى قول القائل : "سبحان الله" ، بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع . 
ثم أخبر - جل ثناؤه - أن له ما في السماوات والأرض ملكا وخلقا ، ومعنى ذلك :  [ ص: 538 ] وكيف يكون المسيح  لله ولدا ، وهو لا يخلو إما أن يكون في بعض هذه الأماكن ، إما في السماوات ، وإما في الأرض ، ولله ملك ما فيهما . ولو كان المسيح  ابنا كما زعمتم ، لم يكن كسائر ما في السماوات والأرض من خلقه وعبيده ، في ظهور آيات الصنعة فيه . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					