[ ص: 68 ]  [ ص: 69 ]  [ ص: 70 ]  [ ص: 71 ] سيرة عمر الفاروق ، رضي الله عنه 
 عمر الفاروق  
عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي ، أمير المؤمنين ، أبو حفص القرشي العدوي ، الفاروق رضي الله عنه . 
 استشهد في أواخر ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين ، وأمه حنتمة بنت هشام المخزومية  أخت أبي جهل  ، أسلم في السنة السادسة من النبوة وله سبع وعشرون سنة . 
روى عنه : علي  ،  وابن مسعود  ،  وابن عباس  ،  وأبو هريرة  ، وعدة من الصحابة ،  وعلقمة بن وقاص  ،  وقيس بن أبي حازم  ، وطارق بن شهاب  ، ومولاه أسلم  ،  وزر بن حبيش  ، وخلق سواهم . 
وعن عبد الله بن عمر  قال : كان أبي أبيض تعلوه حمرة ، طوالا ، أصلع ، أشيب . 
وقال غيره : كان أمهق ، طوالا ، أصلع ، آدم ، أعسر يسر . 
وقال أبو رجاء العطاردي   : كان طويلا جسيما ، شديد الصلع ، شديد الحمرة ، في عارضيه خفة ، وسبلته كبيرة ، وفي أطرافها  [ ص: 72 ] صهبة ، إذا حزبه أمر فتلها . 
وقال  سماك بن حرب   : كان عمر  أروح ، كأنه راكب والناس يمشون ، كأنه من رجال بني سدوس   . والأروح : الذي يتدانى قدماه إذا مشى . 
وقال أنس   : كان يخضب بالحناء . 
وقال سماك   : كان عمر  يسرع في مشيته  . 
ويروى عن عبد الله بن كعب بن مالك  قال : كان عمر  يأخذ بيده اليمنى أذنه اليسرى ويثب على فرسه فكأنما خلق على ظهره  . 
وعن ابن عمر  وغيره من وجوه جيدة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " اللهم أعز الإسلام  بعمر بن الخطاب   " وقد ذكرنا إسلامه في " الترجمة النبوية " . 
وقال عكرمة   : لم يزل الإسلام في اختفاء حتى أسلم عمر   . 
وقال سعيد بن جبير   : وصالح المؤمنين   [ التحريم ] نزلت في عمر  خاصة  . 
وقال ابن مسعود   : ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر   . 
وقال  شهر بن حوشب  ، عن عبد الرحمن بن غنم  ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له أبو بكر  وعمر   : إن الناس يزيدهم حرصا على الإسلام أن يروا عليك زيا حسنا من الدنيا . فقال : " أفعل ، وايم الله لو أنكما تتفقان لي على أمر واحد ما عصيتكما في مشورة أبدا  " . 
وقال ليث بن أبي سليم  ، عن مجاهد  ، عن ابن عباس  ، قال : قال  [ ص: 73 ] رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إن لي وزيرين من أهل السماء ووزيرين من أهل الأرض ، فوزيراي من أهل السماء جبريل  وميكائيل  ، ووزيراي من أهل الأرض أبو بكر  وعمر   . وروي نحوه من وجهين عن  أبي سعيد الخدري   . 
قال الترمذي  في حديث أبي سعيد   : حديث حسن . 
قلت : وكذلك حديث ابن عباس  حسن . 
وعن محمد بن ثابت البناني  ، عن أبيه ، عن أنس  نحوه . 
وفي " مسند أبي يعلى  من حديث أبي ذر  يرفعه : " إن لكل نبي وزيرين ، ووزيراي أبو بكر  وعمر   " . 
وعن أبي سلمة  ، عن أبي أروى الدوسي  ، قال : كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فطلع أبو بكر  وعمر  ، فقال : " الحمد لله الذي أيدني بكما  " . تفرد به عاصم بن عمر  ، وهو ضعيف . 
وقد مر في ترجمة الصديق  أن النبي صلى الله عليه وسلم نظر إلى أبي بكر  وعمر  مقبلين ، فقال : " هذان سيدا كهول أهل الجنة  " الحديث . 
وروى الترمذي  من حديث ابن عمر  ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج ذات يوم فدخل المسجد ، وأبو بكر  وعمر  معه وهو آخذ بأيديهما ، فقال : " هكذا نبعث يوم القيامة " . إسناده ضعيف . 
 [ ص: 74 ] وقال زائدة  ، عن  عبد الملك بن عمير  ، عن ربعي  ، عن حذيفة  ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اقتدوا بالذين من بعدي أبي بكر  وعمر   " . 
ورواه سالم أبو العلاء   - وهو ضعيف - عن عمرو بن هرم  ، عن ربعي   . وحديث زائدة  حسن . 
وروى عبد العزيز بن المطلب بن حنطب  ، عن أبيه ، عن جده قال : كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ طلع أبو بكر  وعمر  ، فقال : " هذان السمع والبصر " . 
ويروى نحوه من حديث ابن عمر  وغيره . 
وقال يعقوب القمي  ، عن جعفر بن أبي المغيرة  ، عن سعيد بن جبير  ، قال : جاء جبريل  إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " أقرئ عمر  السلام ، وأخبره أن غضبه عز وجل ورضاه حكم  " . المرسل أصح ، وبعضهم يصله عن ابن عباس   . 
وقال محمد بن سعد بن أبي وقاص ،  عن أبيه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إيها يا ابن الخطاب فوالذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكا فجا إلا سلك فجا غير فجك  " . 
وعن عائشة  ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إن الشيطان يفرق من عمر   " . رواه  مبارك بن فضالة  ، عن عبيد الله بن عمر  ، عن القاسم  ، عن عائشة   . 
وعنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في زفن الحبشة  لما أتى عمر   : " إني لأنظر إلى شياطين الجن والإنس فقد فروا من عمر   " . صححه الترمذي   . 
 [ ص: 75 ] وقال  حسين بن واقد   : حدثني عبد الله بن بريدة  ، عن أبيه أن أمة سوداء أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد رجع من غزاة ، فقالت : إني نذرت إن ردك الله صالحا أن أضرب عندك بالدف ، قال : " إن كنت نذرت فافعلي فضربت " فدخل أبو بكر  وهي تضرب ، ثم دخل عمر  فجعلت دفها خلفها وهي مقعية ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الشيطان ليفرق منك يا عمر   " . 
وقال يحيى بن يمان  ، عن الثوري  ، عن عمر بن محمد  ، عن  سالم بن عبد الله  قال : أبطأ خبر عمر  على  أبي موسى الأشعري  ، فأتى امرأة في بطنها شيطان فسألها عنه ، فقالت : حتى يجيء شيطاني ، فجاء فسألته عنه ، فقال : تركته مؤتزرا ، وذاك رجل لا يراه شيطان إلا خر لمنخريه ، الملك بين عينيه ، وروح القدس ينطق بلسانه " . 
وقال زر   : كان ابن مسعود  يخطب ويقول : إني لأحسب الشيطان يفرق من عمر  أن يحدث حدثا فيرده ، وإني لأحسب عمر  بين عينيه ملك يسدده ويقومه . 
وقالت عائشة   : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :  " قد كان في الأمم محدثون فإن يكن في أمتي أحد  فعمر بن الخطاب   " . رواه مسلم   . 
وعن ابن عمر  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :  " إن الله وضع الحق على لسان عمر  وقلبه " . رواه جماعة عن نافع  ، عنه . وروي نحوه عن  [ ص: 76 ] جماعة من الصحابة . 
وقال الشعبي   : قال علي  رضي الله عنه : ما كنا نبعد أن السكينة تنطق على لسان عمر   . 
وقال أنس   : قال عمر   : وافقت ربي في ثلاث  : في مقام إبراهيم  ، وفي الحجاب ، وفي قوله : عسى ربه إن طلقكن   [ التحريم ] . 
وقال حيوة بن شريح  ، عن  بكر بن عمرو  ، عن مشرح  ، عن عقبة بن عامر  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :  " لو كان بعدي نبي لكان عمر   " . 
وجاء من وجهين مختلفين عن  ابن جريج  ، عن عطاء  ، عن ابن عباس ،  قال : قال رسول الله ؛ صلى الله عليه وسلم :  " إن الله باهى بأهل عرفة عامة ، وباهى بعمر  خاصة " . 
ويروى مثله عن ابن عمر  ،  وعقبة بن عامر   . 
وقال معن القزاز   : حدثنا الحارث بن عبد الملك الليثي  ، عن القاسم بن يزيد بن عبد الله بن قسيط  ، عن أبيه ، عن عطاء  ، عن ابن عباس ،  عن أخيه الفضل  ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :  " الحق بعدي مع عمر  حيث كان " . 
وقال ابن عمر   : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :  " بينا أنا نائم أتيت  [ ص: 77 ] بقدح من لبن فشربت منه حتى إني لأرى الري يجري في أظفاري ، ثم أعطيت فضلي عمر   " . قالوا : فما أولت ذلك ؟ قال : " العلم " . 
وقال أبو سعيد   : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :  " بينا أنا نائم رأيت الناس يعرضون علي وعليهم قمص ، منها ما يبلغ الثدي ، ومنها ما يبلغ دون ذلك ، ومر علي عمر  عليه قميص يجره " . قالوا : ما أولت ذلك يا رسول الله ؟ قال : " الدين " . 
وقال أنس   : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :  " أرحم أمتي أبو بكر  ، وأشدها في دين الله عمر   " . 
وقال أنس   : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :  " دخلت الجنة فرأيت قصرا من ذهب فقلت : لمن هذا ؟ فقيل : لشاب من قريش ، فظننت أني أنا هو ، فقيل :  لعمر بن الخطاب   " . 
وفي الصحيح أيضا من حديث جابر  مثله . 
وقال  أبو هريرة  ، عن النبي صلى الله عليه وسلم :  " بينما أنا نائم رأيتني في الجنة ، فإذا امرأة توضأ إلى جانب قصر ، فقلت : لمن هذا القصر ؟ قالوا : لعمر  ، فذكرت غيرة عمر  ، فوليت مدبرا " . قال : فبكى عمر  ، وقال : بأبي أنت يا رسول الله أعليك أغار ؟ 
 [ ص: 78 ] وقال الشعبي  وغيره : قال علي  رضي الله عنه : بينما أنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ طلع أبو بكر  وعمر  ، فقال : " هذان سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين إلا النبيين والمرسلين ، لا تخبرهما يا علي   " . 
هذا الحديث سمعه الشعبي  من  الحارث الأعور  ، وله طرق حسنة عن علي  منها : عاصم  ، عن زر   . وأبو إسحاق  ، عن عاصم بن ضمرة   . قال  الحافظ بن عساكر   : والحديث محفوظ عن علي  رضي الله عنه . 
قلت : وروي نحوه من حديث  أبي هريرة  ،  وابن عمر  ، وأنس  ، وجابر   . 
وقال مجالد  ، عن أبي الوداك  ، وقاله جماعة عن عطية  كلاهما عن أبي سعيد  ، عن النبي صلى الله عليه وسلم :  " إن أهل الدرجات العلا ليرون من فوقهم كما ترون الكوكب الدري في أفق السماء ، وإن أبا بكر  وعمر  منهم وأنعما " . 
وعن إسماعيل بن أمية  ، عن نافع  ، عن ابن عمر  أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل المسجد وعن يمينه أبو بكر  وعن يساره عمر  ، فقال : " هكذا نبعث يوم القيامة " . تفرد به سعيد بن مسلمة الأموي  ، وهو ضعيف عن إسماعيل   . 
وقال علي  رضي الله عنه بالكوفة  على منبرها في ملأ من الناس أيام خلافته : خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر  ، وخيرها بعد أبي بكر  عمر  ، ولو شئت أن أسمي الثالث لسميته  . وهذا متواتر عن علي   [ ص: 79 ] رضي الله عنه ، فقبح الله الرافضة   . 
وقال الثوري  ، عن أبي هاشم القاسم بن كثير  ، عن قيس الخارفي  ، قال : سمعت عليا  يقول : سبق رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلى أبو بكر  ، وثلث عمر  ، ثم خبطتنا فتنة فكان ما شاء الله  . ورواه شريك  ، عن الأسود بن قيس  ، عن عمرو بن سفيان  ، عن علي  مثله . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					