البراء  عن  أبي بكر  
 [ ص: 118 ]  50     - حدثنا  حوثرة بن محمد المنقري  قال : نا  عمرو بن محمد العنقزي  قال : نا  إسرائيل  ، عن  أبي إسحاق  ، عن  البراء  قال :  اشترى  أبو بكر  من  عازب  رحلا بثلاثة عشر درهما ، فقال  أبو بكر  رحمة الله عليه : قل  للبراء  فليحمله إلى رحلي فقال : لا إلا أن تحدثنا حين خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنت معه ، فقال  أبو بكر     : خرجنا والمشركون يطلبون فأدلجنا ليلتنا ويومنا حتى أظهرنا وقام قائم الظهيرة فرميت ببصري هل أرى من ظل نأوي إليه فإذا نحن بظل صخرة ففرشت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيه فروة ثم قلت : اضطجع يا رسول الله ، ثم انطلقت أنظر ما حولي هل أرى من طلب أحد ، فإذا أنا براعي غنم يسوق غنمه إلى الصخرة يريد منها الذي أردنا فسألته لمن أنت يا غلام ؟ قال : لرجل من  قريش   وانتسب حتى عرفته فقلت : هل في غنمك من لبن ؟ قال : نعم، قلت: فهل أنت حالب لي ؟ قال نعم ، فأمرته فاعتقل شاة من غنمه ، ثم أمرته فنفض ضرعها من الغبار ثم أمرته أن ينفض كفيه قال      [ ص: 119 ] أبو إسحاق     : قال  البراء     : ونفض إحدى يديه بالأخرى ، قال : فحلب لي كثبة من لبن، وقد رويت ، ومعي إداوة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - على فمها خرقة فصببت على اللبن حتى برد ، ثم أتيت به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت : اشرب ، فشرب حتى رضيت ، قلت الرحيل يا رسول الله ، فارتحلنا والقوم يطلبونا فلم يدركنا أحد غير  سراقة بن مالك  على فرس ، قلت: هذا طلب قد لحقنا يا رسول الله ، قال : "  لا تحزن إن الله معنا      " حتى إذا دنا منا وكان بيننا وبينه قيد رمحين أو ثلاثة ، قلت هذا الطلب قد لحقنا يا رسول الله ، قال : وبكيت، فقال : " لم تبكي ؟ قلت : أما والله ما على نفسي أبكي ، ولكن أبكي عليك فدعا عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " اكفناه " فساخت فرسه في الأرض إلى بطنها ووثب عنها إلى الأرض ، ونادى يا  محمد   إن هذا أحسبه قال منك أو عملك ، فادع الله أن ينجيني مما أنا فيه فوالله لأعمين على من ورائي من الطلب ، وخذ سهما مني فإنك ستمر على إبل لي بمكان كذا وكذا فخذ منها ما شئت ، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " لا حاجة لنا فيها " فدعا له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فانطلق فرجع إلى أصحابه وأنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى انتهينا إلى  المدينة   فتلقاه الناس على الطرق : النساء والخدم في الطرق يقولون :  الله أكبر ، جاء  محمد   جاء رسول الله   ، وتنازعه القوم أيهم ينزل عليه، فقال نبي الله - صلى الله عليه وسلم - : " ننزل الليلة على  بني النجار   أخوال  عبد المطلب  لنكرمهم بذلك " ، ثم أصبح فغدا حيث أمر ، قال  البراء     : وكان أول من قدم علينا   عمر بن الخطاب     - رضي الله عنه - في عشرين راكبا فقلنا: ما فعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ فقال : هو على أثري ، ثم قدم      [ ص: 120 ] رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى قرأت سورا من المفصل   .  
   51     - وحدثناه   محمد بن المثنى  قال : نا   عثمان بن عمر  قال : نا  إسرائيل  ، عن  أبي إسحاق  ، عن  البراء  ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بنحوه .  
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					