قال  الآمدي:   "السابع -في تناقض الكرامية-  أنهم جوزوا اجتماع الإرادة الحادثة مع الإرادة القديمة، ومنعوا ذلك في العلم والقدرة ، ولو سئلوا عن الفرق لكان متعذرا" . 
قلت : ولقائل أن يقول: إن كانوا هم فرقوا فغيرهم لم يفرق ، بل جوز تجدد علوم وقدر . وحينئذ فهم في الفرق على ما اعتمدت عليه المعتزلة  في الفرق بين كونه عالما قادرا، وبين كونه متكلما مريدا،  [ ص: 267 ] حيث قالوا : العلم والقدرة عام في كل معلوم ومقدور  ، فإنه بكل شيء عليم ، وعلى كل شيء قدير ، والإرادة والكلام ليسا عامين في كل مراد ومقول ، بل لا يقول إلا الصدق ، ولا يأمر إلا بالخير ، ولا يريد إلا ما وجد ، ولا يريد إرادة محبة إلا لما أمر . 
فهذا مما احتجوا به على حدوث كونه مريدا متكلما دون كونه عالما قادرا. قالوا : لأن الاختصاص يتعلق بالمحدثات ، بخلاف العموم فإنه يكون للقديم . 
				
						
						
