( فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت إذ نادى وهو مكظوم    ( 48 ) لولا أن تداركه نعمة من ربه لنبذ بالعراء وهو مذموم   ( 49 ) فاجتباه ربه فجعله من الصالحين   ( 50 ) وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون   ( 51 ) وما هو إلا ذكر للعالمين   ( 52 ) ) 
 [ ص: 201 ] 
يقول تعالى : ( فاصبر ) يا محمد  على أذى قومك لك وتكذيبهم ; فإن الله سيحكم لك عليهم ، ويجعل العاقبة لك ولأتباعك في الدنيا والآخرة ، ( ولا تكن كصاحب الحوت   ) يعني : ذا النون ، وهو يونس بن متى  عليه السلام حين ذهب مغاضبا على قومه ، فكان من أمره ما كان من ركوبه في البحر والتقام الحوت له ، وشرود الحوت به في البحار وظلمات غمرات اليم ، وسماعه تسبيح البحر بما فيه للعلي القدير ، الذي لا يرد ما أنفذه من التقدير ، فحينئذ نادى في الظلمات . ( أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين   ) [ الأنبياء : 87 ] . قال الله ( فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين   ) [ الأنبياء : 88 ] ، وقال تعالى : ( فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون   ) [ الصافات : 143 ، 144 ] وقال هاهنا : ( إذ نادى وهو مكظوم   ) قال ابن عباس  ومجاهد   والسدي   : وهو مغموم . وقال  عطاء الخراساني  وأبو مالك   : مكروب . وقد قدمنا في الحديث أنه لما قال : ( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين   ) خرجت الكلمة تحف حول العرش ، فقالت الملائكة : يا رب ، هذا صوت ضعيف معروف من بلاد غريبة ، فقال الله : أما تعرفون هذا ؟ قالوا : لا . قال : هذا يونس   . قالوا : يا رب ، عبدك الذي لا يزال يرفع له عمل صالح ودعوة مجابة ؟ قال : نعم . قالوا : أفلا ترحم ما كان يعمله في الرخاء فتنجيه من البلاء ؟ فأمر الله الحوت فألقاه بالعراء ; ولهذا قال تعالى : ( فاجتباه ربه فجعله من الصالحين   ) 
وقد قال  الإمام أحمد   : حدثنا  وكيع  ، حدثنا سفيان  ، عن الأعمش  ، عن أبي وائل  ، عن عبد الله  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا ينبغي لأحد أن يقول : أنا خير من يونس بن متى  " . 
ورواه  البخاري  من حديث سفيان الثوري  وهو في الصحيحين من حديث  أبي هريرة   . 
وقوله : ( وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم   ) قال ابن عباس  ومجاهد  وغيرهما : ( ليزلقونك   ) لينفذونك بأبصارهم ، أي : ليعينونك بأبصارهم ، بمعنى : يحسدونك لبغضهم إياك لولا وقاية الله لك ، وحمايته إياك منهم . وفي هذه الآية دليل على أن العين إصابتها وتأثيرها حق ، بأمر الله ، عز وجل ،  كما وردت بذلك الأحاديث المروية من طرق متعددة كثيرة . 
حديث أنس بن مالك  رضي الله عنه : قال أبو داود   : حدثنا سليمان بن داود العتكي  ، حدثنا شريك   ( ح ) ، وحدثنا العباس العنبري  ، حدثنا  يزيد بن هارون  ، أنبأنا شريك  ، عن العباس بن ذريح  ، عن الشعبي  قال العباس   : عن أنس  قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا رقية إلا من عين أو حمة أو دم لا يرقأ  " . لم يذكر العباس  العين . وهذا لفظ سليمان   . 
حديث بريدة بن الحصيب  رضي الله عنه : قال أبو عبد الله ابن ماجه   : حدثنا  محمد بن عبد الله بن نمير  ، حدثنا إسحاق بن سليمان  ، عن  أبي جعفر الرازي  ، عن حصين  ، عن الشعبي  ، عن  [ ص: 202 ] بريدة بن الحصيب  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا رقية إلا من عين أو حمة  " . 
هكذا رواه ابن ماجه  وقد أخرجه مسلم  في صحيحه ، عن  سعيد بن منصور  ، عن هشيم  ، عن حصين بن عبد الرحمن  ، عن عامر الشعبي  ، عن بريدة  موقوفا ، وفيه قصة ، وقد رواه شعبة  ، عن حصين  ، عن الشعبي  ، عن بريدة   . قاله الترمذي  وروى هذا الحديث  الإمام البخاري  من حديث  محمد بن فضيل  وأبو داود  من حديث  مالك بن مغول  ،  والترمذي  من حديث سفيان بن عيينة  ، ثلاثتهم عن حصين  ، عن عامر  ، عن الشعبي  ، عن عمران بن حصين  موقوفا . 
حديث أبي جندب بن جنادة   : قال  الحافظ أبو يعلى الموصلي  رحمه الله : حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرعرة بن البرند السامي  ، حدثنا ديلم بن غزوان  ، حدثنا وهب بن أبي دبي  ، عن أبي حرب  ، عن أبي ذر  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن العين لتولع الرجل بإذن الله ، فيتصاعد حالقا ، ثم يتردى منه  " إسناده غريب ، ولم يخرجوه . 
حديث حابس التميمي   : قال  الإمام أحمد   : حدثنا عبد الصمد  ، حدثنا حرب  ، حدثنا  يحيى بن أبي كثير  ، حدثني حية بن حابس التميمي   : أن أباه أخبره : أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " لا شيء في الهام ، والعين حق ، وأصدق الطيرة الفأل  " . 
وقد رواه الترمذي  ، عن عمرو بن علي  ، عن  أبي غسان يحيى بن كثير  ، عن علي بن المبارك  ، عن  يحيى بن أبي كثير  به ثم قال غريب . قال وروى شيبان  ، عن  يحيى بن أبي كثير  ، عن حية بن حابس  عن أبيه ، عن  أبي هريرة  عن النبي صلى الله عليه وسلم . 
قلت : كذلك رواه  الإمام أحمد  ، عن حسن بن موسى  ،  وحسين بن محمد  ، عن شيبان  عن  يحيى بن أبي كثير  ، عن حية  ، حدثه عن أبيه ، عن  أبي هريرة ;  أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا بأس في الهام ، والعين حق ، وأصدق الطيرة الفأل  " . 
حديث ابن عباس   : قال  الإمام أحمد   : حدثنا عبد الله بن الوليد  ، عن سفيان  ، عن دويد  ، حدثني إسماعيل بن ثوبان  ، عن جابر بن زيد  ، عن ابن عباس  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " العين  [ ص: 203 ] حق ، العين حق ، تستنزل الحالق  " غريب . 
طريق أخرى : قال مسلم  في صحيحه : حدثنا  عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي  ، أخبرنا مسلم بن إبراهيم  ، حدثنا وهيب  ، عن ابن طاوس  عن أبيه ، عن ابن عباس  عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " العين حق ، ولو كان شيء سابق القدر سبقت العين ، وإذا اغتسلتم فاغسلوا  " . انفرد به دون  البخاري   . 
وقال عبد الرزاق  ، عن  سفيان الثوري  ، عن منصور  ، عن  المنهال بن عمرو  ، عن سعيد بن جبير  ، عن ابن عباس  قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن  والحسين  يقول : " أعيذكما بكلمات الله التامة ، من كل شيطان وهامة ، ومن كل عين لامة " ، ويقول هكذا كان إبراهيم  يعوذ إسحاق  وإسماعيل  عليهما السلام  " . 
أخرجه  البخاري  وأهل السنن من حديث المنهال  به . 
حديث  أبي أمامة أسعد بن سهل بن حنيف  رضي الله عنه : " قال ابن ماجه   : حدثنا هشام بن عمار  ، حدثنا سفيان  ، عن الزهري  ، عن  أبي أمامة ابن سهل بن حنيف  قال : مر عامر بن ربيعة  بسهل بن حنيف  وهو يغتسل ، فقال : لم أر كاليوم ولا جلد مخبأة ، فما لبث أن لبط به ، فأتي به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل له : أدرك سهلا صريعا . قال : " من تتهمون به ؟ " . قالوا : عامر بن ربيعة   . قال : " علام يقتل أحدكم أخاه ؟ إذا رأى أحدكم من أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة " . ثم دعا بماء فأمر عامرا أن يتوضأ فيغسل وجهه ويديه إلى المرفقين ، وركبتيه ، وداخلة إزاره ، وأمره أن يصب عليه  . 
قال سفيان   : قال معمر  ، عن الزهري   : وأمر أن يكفأ الإناء من خلفه . 
وقد رواه  النسائي  من حديث سفيان بن عيينة   ومالك بن أنس  كلاهما عن الزهري  به . ومن حديث سفيان بن عيينة  أيضا عن معمر  ، عن الزهري  ، عن أبي أمامة   : ويكفأ الإناء من خلفه . ومن حديث ابن أبي ذئب  ، عن الزهري  ، عن  أبي أمامة أسعد بن سهل بن حنيف  عن أبيه ، به . ومن حديث مالك  أيضا ، عن محمد بن أبي أمامة بن سهل  عن أبيه ، به . 
حديث  أبي سعيد الخدري   : قال ابن ماجه   : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة  ، حدثنا سعيد بن سليمان  ، حدثنا عباد  ، عن الجريري  ، عن  أبي نضرة  ، عن أبي سعيد  قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من أعين الجان وأعين الإنس ، فلما نزل المعوذتان أخذ بهما وترك ما سوى ذلك  . 
 [ ص: 204 ] 
ورواه الترمذي   والنسائي  من حديث سعيد بن إياس أبي مسعود الجريري  به ، وقال الترمذي   : حسن . 
حديث آخر عنه : قال  الإمام أحمد   : حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث  حدثني أبي ، حدثني  عبد العزيز بن صهيب  ، حدثني أبو نضرة  ، عن أبي سعيد   : أن جبريل  أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : اشتكيت يا محمد ؟  قال : " نعم " . قال : باسم الله أرقيك ، من كل شيء يؤذيك ، من شر كل نفس وعين يشفيك ، باسم الله أرقيك  . 
ورواه عن عفان  ، عن عبد الوارث  مثله . ورواه مسلم  وأهل السنن - إلا أبا داود   - من حديث عبد الوارث  به . 
وقال  الإمام أحمد  أيضا : حدثنا عفان  ، حدثنا وهيب  ، حدثنا داود  ، عن  أبي نضرة  ، عن أبي سعيد   - أو :  جابر بن عبد الله ;  أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اشتكى ، فأتاه جبريل  فقال : باسم الله أرقيك ، من كل شيء يؤذيك ، من كل حاسد وعين الله يشفيك  . 
ورواه أيضا ، عن محمد بن عبد الرحمن الطفاوي  ، عن داود  ، عن  أبي نضرة  ، عن أبي سعيد  به . 
قال  أبو زرعة الرازي   : روى عبد الصمد بن عبد الوارث  عن أبيه ، عن عبد العزيز  ، عن  أبي نضرة  ، وعن عبد العزيز  ، عن أنس  في معناه ، وكلاهما صحيح . 
حديث  أبى هريرة   : قال  الإمام أحمد   : حدثنا عبد الرزاق  ، أنبأنا معمر  ، عن  همام بن منبه  قال : هذا ما حدثنا  أبو هريرة  عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن العين حق  " . 
أخرجاه من حديث عبد الرزاق   . 
وقال ابن ماجه   : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة  ، حدثنا إسماعيل بن علية  ، عن الجريري  ، عن مضارب بن حزن  ، عن  أبي هريرة  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " العين حق   " . تفرد به . 
ورواه أحمد  ، عن إسماعيل بن علية  ، عن سعيد الجريري  به . 
وقال  الإمام أحمد  ، حدثنا ابن نمير  ، حدثنا  ثور - يعني ابن يزيد   - عن مكحول  ، عن أبي  [ ص: 205 ] هريرة  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " العين حق ، ويحضرها الشيطان ، وحسد ابن آدم  " 
وقال أحمد   : حدثنا خلف بن الوليد  ، حدثنا أبو معشر  ، عن محمد بن قيس   : سئل  أبو هريرة   : هل سمعت رسول الله يقول : الطيرة في ثلاث : في المسكن والفرس والمرأة ؟ قال : قلت : إذا أقول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقل ، ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " أصدق الطيرة الفأل ، والعين حق  " . 
حديث  أسماء بنت عميس   : قال  الإمام أحمد   : حدثنا سفيان  ، عن  عمرو بن دينار  ، عن عروة بن عامر  ، عن عبيد بن رفاعة الزرقي  قال : قالت أسماء   : يا رسول الله ، إن بني جعفر  تصيبهم العين ، أفأسترقي لهم ؟ قال : " نعم ، فلو كان شيء يسبق القدر لسبقته العين  " . 
وكذا رواه الترمذي   وابن ماجه  من حديث سفيان بن عيينة  به ، ورواه الترمذي  أيضا  والنسائي  من حديث عبد الرزاق  ، عن معمر  ، عن أيوب  ، عن  عمرو بن دينار  ، عن عروة بن عامر  عن عبيد بن رفاعة ، عن أسماء بنت عميس ، به وقال الترمذي   : حسن صحيح . 
حديث عائشة ،  رضي الله عنها : قال ابن ماجه   : حدثنا علي بن أبي الخصيب  ، حدثنا  وكيع  ، عن سفيان  ومسعر  ، عن معبد بن خالد  ، عن  عبد الله بن شداد  ، عن عائشة ;  أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرها أن تسترقي من العين  . 
ورواه  البخاري  ، عن محمد بن كثير  ، عن سفيان  ، عن معبد بن خالد  به . وأخرجه مسلم  من حديث سفيان  ومسعر  كلاهما عن معبد  به ثم قال ابن ماجه   : 
حدثنا  محمد بن بشار  ، حدثنا أبو هشام المخزومي  ، حدثنا وهيب  ، عن أبي واقد  ، عن  أبي سلمة بن عبد الرحمن  ، عن عائشة  قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " استعيذوا بالله فإن النفس حق  " . تفرد به 
وقال أبو داود   : حدثنا  عثمان بن أبي شيبة  ، حدثنا جرير  ، حدثنا الأعمش  ، عن إبراهيم  ، عن الأسود  ، عن عائشة  قالت : كان يؤمر العائن فيتوضأ ويغسل منه المعين  . 
حديث سهل بن حنيف   : قال  الإمام أحمد   : حدثنا حسين بن محمد  ، حدثنا أبو أويس  ، حدثنا الزهري  ، عن  أبي أمامة بن سهل بن حنيف   : أن أباه حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج وساروا معه  [ ص: 206 ] نحو مكة ،  حتى إذا كانوا بشعب الخرار   - من الجحفة   - اغتسل سهل بن حنيف   - وكان رجلا أبيض حسن الجسم والجلد - فنظر إليه عامر بن ربيعة  أخو بني عدي بن كعب ،  وهو يغتسل ، فقال : ما رأيت كاليوم ولا جلد مخبأة ، فلبط سهل ، فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل له : يا رسول الله ، هل لك في سهل . والله ما يرفع رأسه ولا يفيق . قال : " هل تتهمون فيه من أحد؟ " . قالوا : نظر إليه عامر بن ربيعة  ، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عامرا ، فتغيظ عليه ، وقال : " علام يقتل أحدكم أخاه ، هلا إذا رأيت ما يعجبك بركت؟ " ، ثم قال له : " اغتسل له " - فغسل وجهه ويديه ومرفقيه وركبتيه وأطراف رجليه وداخلة إزاره في قدح - ثم صب ذلك الماء عليه . يصبه رجل على رأسه وظهره من خلفه ، ثم يكفأ القدح وراءه ، ففعل ذلك ، فراح سهل مع الناس ، ليس به بأس  . 
حديث عامر بن ربيعة   : " قال  الإمام أحمد  في مسند عامر   : حدثنا  وكيع  حدثنا أبي ، حدثنا عبد الله بن عيسى  ، عن أمية بن هند بن سهل بن حنيف  ، عن عبد الله بن عامر  قال : انطلق عامر بن ربيعة   وسهل بن حنيف  يريدان الغسل ، قال : فانطلقا يلتمسان الخمر - قال : فوضع عامر جبة كانت عليه من صوف ، فنظرت إليه فأصبته بعيني فنزل الماء يغتسل . قال : فسمعت له في الماء فرقعة ، فأتيته فناديته ثلاثا فلم يجبني ، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته . قال : فجاء يمشي فخاض الماء كأني أنظر إلى بياض ساقيه ، قال : فضرب صدره بيده ثم قال : " اللهم اصرف عنه حرها وبردها ووصبها " . قال : فقام ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا رأى أحدكم من أخيه ، أو من نفسه أو من ماله ، ما يعجبه ، فليبرك ، فإن العين حق "  . 
حديث جابر   : قال  الحافظ أبو بكر البزار  في مسنده : حدثنا محمد بن معمر  ، حدثنا أبو داود  ، حدثنا طالب بن حبيب بن عمرو بن سهل الأنصاري   - ويقال له : ابن الضجيع ، ضجيع حمزة  رضي الله عنه - حدثني عبد الرحمن بن جابر بن عبد الله  عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أكثر من يموت من أمتي بعد كتاب الله وقضائه وقدره بالأنفس  " . 
قال البزار   : يعني العين . قال ولا نعلم يروى هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد . 
قلت : بل قد روي من وجه آخر عن جابر ;  قال الحافظ أبو عبد الرحمن محمد بن المنذر الهروي   - المعروف بشكر - في كتاب العجائب ، وهو مشتمل على فوائد جليلة وغريبة : حدثنا الرهاوي  ، حدثنا يعقوب بن محمد  ، حدثنا علي بن أبي علي الهاشمي  ، حدثنا محمد بن المنكدر  ، عن  جابر بن عبد الله  أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " العين حق ، لتورد الرجل القبر ، والجمل القدر ، وإن أكثر هلاك أمتي في العين  " . 
 [ ص: 207 ] 
ثم رواه عن شعيب بن أيوب  ، عن معاوية بن هشام  ، عن سفيان  ، عن محمد بن المنكدر  ، عن جابر  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " قد تدخل الرجل العين في القبر ، وتدخل الجمل القدر  " . 
حديث عبد الله بن عمرو   : " قال  الإمام أحمد   : حدثنا قتيبة  ، حدثنا  رشدين بن سعد  ، عن الحسن بن ثوبان  ، عن هشام بن أبي رقية  ، عن عبد الله بن عمرو  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا عدوى ولا طيرة  ، ولا هامة ولا حسد ، والعين حق  " . تفرد به أحمد   . 
حديث عن علي : روى  الحافظ ابن عساكر  من طريق خيثمة بن سليمان الحافظ ، حدثنا عبيد بن محمد الكشوري ، حدثنا عبد الله بن عبد الله بن عبد ربه البصري  ، عن أبي رجاء  ، عن شعبة  ، عن أبي إسحاق  ، عن الحارث  ، عن علي  ؛ أن جبريل  أتى النبي صلى الله عليه وسلم فوافقه مغتما ، فقال : يا محمد ، ما هذا الغم الذي أراه في وجهك ؟ قال : " الحسن  والحسين  أصابتهما عين " . قال : صدق بالعين ، فإن العين حق ، أفلا عوذتهما بهؤلاء الكلمات ؟ قال : " وما هن يا جبريل ؟   " . قال : قل : اللهم ذا السلطان العظيم ، ذا المن القديم ، ذا الوجه الكريم ، ولي الكلمات التامات ، والدعوات المستجابات ، عاف الحسن والحسين من أنفس الجن ، وأعين الإنس ، فقالها النبي صلى الله عليه وسلم فقاما يلعبان بين يديه ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " عوذوا أنفسكم ونساءكم وأولادكم بهذا التعويذ ، فإنه لم يتعوذ المتعوذون بمثله  " . 
قال  الخطيب البغدادي   : تفرد بروايته أبو رجاء محمد بن عبيد الله الحيطي  من أهل تستر   . ذكره  ابن عساكر  في ترجمة " طراد بن الحسين   " ، من تاريخه . 
وقوله : ( ويقولون إنه لمجنون   ) أي : يزدرونه بأعينهم ويؤذونه بألسنتهم ، ويقولون : ( إنه لمجنون ) أي : لمجيئه بالقرآن ، قال الله تعالى ( وما هو إلا ذكر للعالمين   ) 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					