(3) : (باب ذكر إثبات وجه الله)   : 
الذي وصفه بالجلال والإكرام في قوله : ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام  ، ونفى عنه الهلاك ، إذا أهلك الله ما قد قضى عليه الهلاك مما قد خلقه الله للفناء لا للبقاء ، - جل ربنا - ، عن أن يهلك شيء منه مما هو من صفات ذاته ، قال الله - جل وعلا - : ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام   . 
وقال : كل شيء هالك إلا وجهه  وقال لنبيه - صلى الله عليه وسلم - : واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه  ، وقال :  [ ص: 25 ] ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله   . 
فأثبت الله لنفسه وجها وصفه بالجلال والإكرام ، وحكم لوجهه بالبقاء ، ونفى الهلاك عنه . 
 [ ص: 26 ] فنحن وجميع علمائنا من أهل الحجاز  وتهامة  واليمن ،  والعراق  والشام  ومصر  ، مذهبنا : أنا نثبت لله ما أثبته الله لنفسه ، نقر بذلك بألسنتنا ، ونصدق ذلك بقلوبنا ، من غير أن نشبه وجه خالقنا بوجه أحد من المخلوقين ، عز ربنا عن أن يشبه المخلوقين ، وجل ربنا عن مقالة المعطلين ، وعز أن يكون عدما كما قاله المبطلون ، لأن ما لا صفة له عدم ، تعالى الله عما يقول الجهميون الذين ينكرون صفات خالقنا الذي وصف بها نفسه في محكم تنزيله ، وعلى لسان نبيه  [ ص: 27 ] محمد   - صلى الله عليه وسلم - قال الله - جل ذكره - في سورة الروم : فآت ذا القربى حقه  ، إلى قوله : ذلك خير للذين يريدون وجه الله  وقال : وما آتيتم من ربا ليربو في أموال الناس فلا يربو عند الله وما آتيتم من زكاة تريدون وجه الله  ، وقال : إنما نطعمكم لوجه الله  ، وقال : وما لأحد عنده من نعمة تجزى ،  إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى   . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					