18 - (باب ذكر سنة ثامنة) : 
تبين وتوضح : أن لخالقنا - جل وعلا - يدين كلتاهما يمينان ، ولا يسار لخالقنا - عز وجل - ، إذ اليسار من صفة المخلوقين ، فجل ربنا عن أن يكون له يسار ، مع الدليل على أن قوله - عز وجل - : بل يداه مبسوطتان  ، أراد عز ذكره باليدين ، اليدين ، لا النعمتين - كما ادعت الجهمية  المعطلة . 
 [ ص: 160 ]  - (  89  ) : حدثنا  محمد بن بشار ،   وأبو موسى محمد بن المثنى ،   ومحمد بن يحيى ،   ويحيى بن حكيم ،  قالوا : ثنا  صفوان بن عيسى ،  قال : ثنا الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب ،  عن  سعيد بن أبي سعيد المقبري ،  عن  أبي هريرة  ، - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : لما خلق الله آدم ،  ونفخ فيه الروح عطس ، فقال : الحمد لله ، فحمد الله بإذن الله تبارك وتعالى ، فقال له ربه : رحمك الله ياآدم  ، وقال له : يا آدم  ، اذهب إلى أولئك الملائكة ، إلى ملأ منهم جلوس ، فقل : السلام عليكم ، فقالوا : وعليك السلام ، ورحمة الله وبركاته ، ثم رجع إلى ربه - عز وجل - فقال : " هذه تحيتك وتحية بنيك وبنيهم " ، فقال الله - تبارك وتعالى - له - ويداه مقبوضتان - " اختر أيهما شئت " ،  [ ص: 161 ] قال : اخترت يمين ربي ، وكلتا يدي ربي يمين مباركة ، ثم بسطها ، فإذا فيها آدم  وذريته ، فقال : أي رب ، ما هؤلاء ؟ ، قال : " هؤلاء ذريتك " ، فإذا كل إنسان مكتوب عمره بين عينيه ، وإذا فيهم رجل أضوؤهم ، أو من أضوئهم ، لم يكتب له إلا أربعين سنة ، فقال : يا رب ، من هذا ؟ فقال : " هذا ابنك داود ، وقد كتبت له أربعين سنة " ، فقال : يا رب ، زده في عمره قال : " ذاك الذي كتبت له " قال : فإني جعلت له من عمري ستين سنة ، قال : " أنت وذاك " ، فقال : ثم أسكن الجنة ما شاء الله ، ثم أهبط منها ، وكان آدم يعد لنفسه ، فأتاه ملك الموت ، فقال له آدم :  قد عجلت ، قد كتب لي ألف سنة قال : بلى ، ولكنك جعلت لابنك داود  منها ستين سنة ، فجحد ، فجحدت ذريته ، ونسي فنسيت ذريته ، فيومئذ أمر بالكتاب والشهود " .  
 [ ص: 162 ] هذا حديث بندار غير أنه قال : " رحمك الله يا آدم "  ، وقال : " أو من أضوئهم " قال : يا رب ، ما هذا ؟ ، وقال  أبو موسى :   " عمره مكتوب عنده " ، لم يقل : بين عينيه ، وقال : إذ لآدم ألف سنة ، وقال : وإذا فيهم رجل أضوؤهم أو من أضوئهم ، لم يكتب له إلا أربعين سنة ، قال : أي رب ، ما هذا ؟ قال : " هذا ابنك داود "  قال : يا رب زده ، وقال : عجلت ، أليس كتب الله لي ألف سنة ؟ وقال : ما فعلت ، فجحد " . 
وهكذا قال  يحيى بن حكيم  في هذه الأحرف كما قال  أبو موسى .  
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					