مطلب : في فوائد من آداب النوم . 
( تتمة ) في فوائد من آداب النوم    : منها أنه يستحب لمن أراد النوم أن يذكر اسم الله عند غلق الباب وطفء  [ ص: 383 ] المصباح وتغطية الإناء ، لما في الصحيحين عن  جابر بن عبد الله  مرفوعا { إذا استجنح الليل أو كان جنح الليل فكفوا صبيانكم فإن الشياطين تنتشر حينئذ ، فإذا ذهبت ساعة من الليل فخلوهم وأغلق بابك واذكر اسم الله ، وخمر إناءك ، واذكر اسم الله ، ولو أن تعرض عليه شيئا    } . 
وتقدم هذا عند قول الناظم ويشرع إيكاء السقاء وغطاء الإناء إلخ . 
ومنها استحباب النوم على طهارة ; لما روى الترمذي   والطبراني  عن أبي أمامة  رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله  صلى الله عليه وسلم يقول { من آوى إلى فراشه طاهرا يذكر اسم الله - تعالى - حتى يدركه النعاس لم ينقلب ساعة من الليل يسأل الله - عز وجل - فيها شيئا من خير الدنيا والآخرة إلا أعطاه الله إياه    } قال الترمذي  حديث حسن . وروى أبو القاسم الطبراني  في الأوسط بإسناد جيد عن  ابن عباس  رضي الله عنهما أن رسول الله  صلى الله عليه وسلم قال { طهروا هذه الأجساد طهركم الله ; فإنه ليس من عبد يبيت طاهرا إلا بات معه في شعاره ملك لا ينقلب ساعة من الليل إلا قال : اللهم اغفر لعبدك فإنه بات طاهرا    } 
وروى أبو نعيم  في الحلية عن ابن جبر  أنه قال : قال لي  ابن عباس  رضي الله عنهما " : لا تنام إلا على وضوء فإن الأرواح تبعث على ما قبضت عليه . وروى  ابن المبارك  في الزهد عن  أبي الدرداء  موقوفا { إذا نام العبد على طهارة رفع روحه إلى العرش    } ورواه  البيهقي  في الشعب موقوفا على  عبد الله بن عمرو بن العاص  رضي الله عنهما . وروى الحاكم الترمذي  عن  عمرو بن حريث  مرفوعا { النائم الطاهر كالصائم القائم    } . وبسنده عن  أبي الدرداء  موقوفا { إن النفس تعرج إلى الله - تعالى - في منامها ، فما كان طاهرا سجد تحت العرش ، وما كان غير طاهر تباعد في سجوده ، وما كان جنبا لم يؤذن لها في السجود    } 
. وقال  طاوس    " من بات على طهر وذكر كان فراشه له مسجدا حتى يصبح " رواه  ابن أبي الدنيا    . وسئل الحكم بن عتيبة الكندي    - رحمة الله عليه - : أينام الرجل على غير  [ ص: 384 ] وضوء ؟ قال : يكره ذلك وإنا لنفعله . 
والمعتمد عدم الكراهة إلا أن يكون جنبا . قال العلماء : فإن كان متوضئا كفاه ذلك الوضوء ، لأن المقصود النوم على طهارة مخافة أن يموت في ليلته ، وليكون أصدق رؤيا وأبعد من تلاعب الشيطان به في منامه وترويعه إياه ، والله أعلم . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					