[ ص: 225 ]  441 - باب بيان مشكل ما اختلف فيه أهل العلم في الجار من هو وما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مما قد كشف ذلك . 
 2797  - حدثنا  علي بن معبد  ، قال : حدثنا  شبابة بن سوار  ، قال : حدثنا  شعبة . 
 حدثنا  علي  ، قال : حدثنا  روح  ، قال : حدثنا  شعبة  ، عن  أبي عمران الجوني عبد الملك بن حبيب  ، عن طلحة بن عبد الله  ، عن  عائشة  رضي الله عنها قالت : قلت : يا رسول الله ، إن لي جارين فإلى أيهما أهدي ؟ قال : إلى أقربهما منك بابا   . 
 [ ص: 226 ] 
 2798  - حدثنا  علي  ، قال : حدثنا إسحاق بن منصور  ، قال : حدثنا  عبد السلام ، يعني : ابن حرب  ، عن يزيد بن عبد الرحمن  ، عن أبي العلاء الأودي  ، عن  حميد بن عبد الرحمن  ، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا اجتمع الداعيان فأجب أقربهما بابا ، فإن أقربهما بابا أقربهما جوارا ، وإذا سبق أحدهما فأجب الذي يسبق   . 
 2799  - حدثنا  محمد بن علي بن داود  ، قال : حدثنا خالد بن أبي يزيد  ، قال : حدثنا  جعفر بن سليمان  ، قال : حدثنا  أبو عمران الجوني  ، عن يزيد بن بابنوس  ، عن  عائشة  رضي الله عنها ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله . 
 [ ص: 227 ] قال  أبو جعفر   : فكان فيما قد روينا ما قد دل على أن الجيران يتباينون في القرب ممن يجاورونه ، وفي البعد منه ؛ لذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم بعضهم بالقرب ممن هم له جيران ، وأن له من الجيران من هو أبعد منه منهم ، 
وفي ذلك ما قد نفى ما قد رواه بعض الناس عن  أبي حنيفة  ، مما أخذناه عن الحجاج بن عمران  مناولة وإجازة عن صفوان بن المغلس  ، عن  أبي سليمان الجوزجاني  ، عن محمد بن الحسن  ، عن بعض أصحاب أبي حنيفة  ، عن  أبي يوسف  ، عن  أبي حنيفة  رحمه الله قال : جيران الرجل الذين يستحقون وصيته لجيرانه : هم الذين حول داره ممن لو باع داره وكانوا مالكين لما يسكنون من ذلك استحقوها بالشفعة  ؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رويناه عنه قد جعل  [ ص: 228 ] بعضهم أقرب إليه من غيره منهم ، وجميعهم باسم الجوار له ؛ ولأن ما في هذه الرواية يوجب تساويهم في الجوار ، وما رويناه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ينفي ذلك ، ويوجب اختلافهم في القرب والبعد في الجوار . 
وفي ذلك أيضا ما ينفي سببا كان الربيع  أجازه لنا عن  الشافعي  في كتابه في الوصايا : أن أقصى جيران الرجل الموصي بجيرانه من كان بينه وبين داره التي يسكنها أربعون دارا ، كذلك من كل جانب من جوانبها ؛ لأن ذلك قد عاد إلى توقيت ما ليس له ذكر في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والتوقيت فلا يلزم إلا بالتوقيف ، ولما انتفى هذان القولان . 
ولم نجد عند أهل العلم في الجوار ما هو بعد ذلك إلا ما قد روي فيه عن  أبي يوسف  ، وعن محمد بن الحسن  رحمهما الله ، فإن سليمان بن شعيب  قد حدثنا ، قال : حدثنا أبي  ، قال : سمعت  أبا يوسف  يقول : كل مدينة يتجاور أهلها بالقبائل ، فكل أهل قبيل جيران ، وكل أهل مدينة يتجاورون بالدروب ، فكل أهل درب جيران ، وكل أهل مدينة يتجاورون بالمساجد ، فكل أهل مسجد جيران  ، فكان مما أخذنا عن الحجاج بن عمران  ، عن صفوان  ، عن  أبي سليمان  ، عن محمد  ، عن  أبي يوسف  ، وعن محمد  من رأيه مثل هذا القول أيضا ، كان هذا القول أولى الأقوال فيه ، والله نسأله التوفيق . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					